أخيرًا، تعرضت شركة فولكس فاجن الألمانية للسيارات لحادث تسرب بيانات جراء خلل في إعدادات خوادم السحاب الخاصة بها، مما أدى إلى تسرب بيانات الموقع الدقيق لما يصل إلى 800,000 سيارة كهربائية. شملت هذه الحادثة الضخمة عدة دول أوروبية، حيث تم التطرق إلى تفاصيل حساسة كمسارات السيارات وأماكن الوقوف وأيضًا البريد الإلكتروني لأصحاب السيارات وأرقام هواتفهم وعناوين سكنهم. هذا التسرب يمثل تهديدًا خطيرًا للخصوصية والأمان للمستخدمين، وقد استغرق الأمر عدة أشهر قبل أن يتم الكشف عنه. وقد بادرت فولكس فاجن بسرعة لإصلاح هذه الثغرات، لكن الحادثة تسلط الضوء على الضعف الكبير في أمان الأنظمة الرقمية الخاصة بالسيارات. في زمن يسوده التكنولوجيا والرقمنة، أصبحت مسائل الأمان السيبراني محور اهتمام لا يمكن التغاضي عنه، خصوصًا في الصناعات التي تعتمد بشكل كثيف على التقنيات الحديثة مثل صناعة السيارات.
في خطوة أدت إلى تسريب بيانات على نطاق واسع، أخطأت شركة Cariad، الفرع التابع لمجموعة Volkswagen، في إعداد خوادم السحابة، مما أدى إلى تخزين بيانات المواقع الجغرافية الفعلية للمركبات بشكل دائم وغير مشفر على السحابة الإلكترونية التابعة لأمازون. وفقًا لتقرير نشره الإعلام الألماني "Spiegel"، شملت البيانات المسربة معلومات مفصلة حول مسارات القيادة، وأوقات القيادة، ومواقع ركن السيارات. ويوضح التقرير أن في حال وقوع هذه البيانات في أيدي الجهات الخاطئة، قد يتم استخدامها لمراقبة سلوك السائقين اليومي، مما يعرض خصوصيتهم وأمنهم لمخاطر جمة. لقد تحركت منظمة الأمن السيبراني "Chaos Computer Club" سريعًا لاكتشاف هذا الخلل وأبلغت Volkswagen به، لكن الشركة تأخرت أسابيع قبل أن تبدأ في معالجة هذه الثغرة.
تأثرت بشكل أساسي سلسلة سيارات فولكس فاجن آي دي الكهربائية، وعانى بعض من مالكي سيارات أودي، سيات، وسكودا من نفس المشكلة أيضًا. تسربت البيانات والتي تضمنت أنماط القيادة وعادات الحياة، مما يشكل خطرًا محتملاً على الخصوصية. ووفقًا للتقارير، تضمنت الحادثة التي أثرت على 800 ألف سيارة، تسريب المواقع الدقيقة لما يقارب 467 ألف سيارة، وشمل ذلك أيضًا شخصيات بارزة في السياسة الألمانية ورجال أعمال بالإضافة إلى أسطول السيارات الكهربائية التابع لشرطة هامبورغ. هذا الحادث يبرز مدى اعتماد السيارات الحديثة على التكنولوجيا الرقمية وقصور التصميم الأمني.
أصدرت فولكس فاجن بيانًا بخصوص هذه الحادثة، متعهدة بتعزيز إجراءات حماية البيانات بشكل شامل، والذي يتضمن تقوية بنية الأمان السحابي، وإجراء اختبارات اختراق بشكل دوري، بالإضافة إلى مراجعة إجراءات إدارة البيانات الداخلية. وقد أبلغت الشركة جميع العملاء المتأثرين بالحادث، إلا أن الأصوات الناقدة لا تزال مستمرة، حيث يعتقد الكثيرون أن استجابة فولكس فاجن كانت بطيئة للغاية، إذ استمر الحادث لعدة أشهر دون أن يتم اكتشافه، مما يكشف عن نقائص واضحة في نظام الرقابة الأمنية الداخلية للشركة.
مع انتشار السيارات الكهربائية وتعمق الرقمنة، يحذر خبراء الأمن السيبراني من احتمالية زيادة تكرار حوادث تسرب البيانات في المستقبل. السيارات الكهربائية الحالية تعتمد بشكل كبير على تقنيات الإنترنت، وهذا قد يفتح المجال أمام بعض الهاكرز والعناصر غير القانونية لاختراق بيانات القيادة. للحد من مخاطر تسرب البيانات، ينصح الخبراء الشركات المصنعة للسيارات بتبني تقنيات تشفير البيانات بشكل أكثر صرامة وإجراءات التحكم في الوصول، إضافة إلى التدقيق الدوري من طرف ثالث لضمان خصوصية المستخدمين وأمان السيارات.



