تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تُحدث ثورة في بيئة العمل، وفقًا لأحدث دراسة من جامعة ستانفورد، شهد جيل Z انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 13% في معدلات التوظيف في الصناعات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، يشعر حوالي 80% من الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة بالقلق من أنهم سيواجهون خطر البطالة إذا لم يتمكنوا من تحقيق نتائج تجارية عبر استخدام الذكاء الاصطناعي. في مواجهة هذه الموجة من الذكاء الاصطناعي، شارك ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة Microsoft، خمسة أوامر إنتاجية تعتمد على الذكاء الاصطناعي يقوم باستخدامها يوميًا، حيث أظهر كيف يمكن للإداريين الاستفادة من GPT-5 لتحسين كفاءة التحضير للاجتماعات وتتبع المشاريع.
أظهرت دراسة من جامعة ستانفورد أن تأثير ثورة الذكاء الاصطناعي على سوق العمل واضح بشكل خاص بالنسبة للموظفين المبتدئين، خاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و25 عامًا، في المهن التي تتطلب استخدامًا كثيفًا للذكاء الاصطناعي مثل هندسة البرمجيات وخدمة العملاء. وقد قاد هذه الدراسة الاقتصادي إريك برينجولفسون، حيث تم تحليل سجلات رواتب ملايين العاملين في الولايات المتحدة، وأظهرت النتائج أنه منذ الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، شهدت معدلات توظيف الموظفين الشباب في هذه المهن انخفاضًا ملحوظًا، بينما ظلت معدلات توظيف الموظفين الأكبر سنًا في المهن المماثلة ثابتة أو مرتفعة.
وفقًا لتقرير جولدمان ساكس، ارتفعت نسبة البطالة بين الشباب في قطاع التكنولوجيا الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا بحوالي 3% منذ بداية العام، وهي زيادة ملحوظة تفوق تلك في القطاع التكنولوجي بشكل عام وفي قطاعات أخرى بالنسبة للموظفين الشباب. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات منصة Handshake للوظائف أن عدد الوظائف المبتدئة التي تنشرها الشركات التقليدية قد انخفض بنسبة حوالي 15% العام الماضي. وفي الفترة من 2023 إلى 2024، انتقل فقط 62% من المتدربين إلى وظائف بدوام كامل، مما أدى إلى انخفاض معدل التحويل الإجمالي إلى 51%، وهو أدنى مستوى له خلال 5 سنوات.
ليس فقط الموظفون الشباب، بل يواجه كبار التنفيذيين تهديدات مهنية بسبب الذكاء الاصطناعي. أظهر استطلاع أجرته Harris Poll لصالح Dataiku أن 74% من الرؤساء التنفيذيين يعترفون بأنه إذا لم يتمكنوا من تحقيق نتائج عمل قابلة للقياس من خلال الذكاء الاصطناعي خلال عامين، فقد يفقدون وظائفهم. في الولايات المتحدة، ترتفع هذه النسبة إلى 79%. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع 70% من الرؤساء التنفيذيين أن زملاءهم قد يتم فصلهم قبل نهاية العام بسبب فشل استراتيجيات الذكاء الاصطناعي أو الأزمات التي يسببها الذكاء الاصطناعي. صرح فلوريان دوتيه، الرئيس التنفيذي لشركة Dataiku، أن العديد من كبار التنفيذيين يدركون أنهم يجب أن يتخذوا إجراءات، وإلا فإنهم يخشون فقدان وظائفهم بسبب عدم مواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي.
أظهرت الدراسة أن 89% من الرؤساء التنفيذيين يرون أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تقديم تخطيط استراتيجي أفضل، بينما قال 94% منهم إن الاقتراحات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات التجارية يمكن أن تتفوق على جودة الاقتراحات المقدمة من قبل أعضاء مجلس الإدارة البشر.
في مواجهة تحديات تقنية الذكاء الاصطناعي، شارك ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، خمسة أوامر يستخدمها يومياً مع GPT-5، والتي تم دمجها في سير عمله لتعزيز الذكاء في مختلف التطبيقات. بالإضافة إلى ناديلا، يستكشف العديد من الرؤساء التنفيذيين في الشركات الكبرى الأخرى تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل نشط. فقد ذكر جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أنه يستخدم Perplexity وChatGPT يومياً للتعلم والبحث، ويعتبرهما بمثابة مرشدين له. وعلى الرغم من أن سام ألتمان من OpenAI لا يزال يعتمد على الملاحظات التقليدية، إلا أنه يستخدم ChatGPT لإدارة البريد الإلكتروني وتلخيص المستندات، بل وحقق فوائد كبيرة في تربية الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، أشار تيم كوك من شركة آبل إلى أن ذكاء آبل يساعده في تلخيص رسائل البريد الإلكتروني الطويلة بفاعلية، مما يوفر له الكثير من الوقت في عمله اليومي ويُحسن من جودة حياته بشكل ملموس. في الأشهر القليلة الماضية، أدت التحسينات الذكية في نماذج اللغة الكبيرة إلى تقليل أهمية صياغة التعليمات بدقة، لكن اتباع الممارسات الجيدة لا يزال له تأثير كبير على تحقيق نتائج أفضل. وأوصت شركة أنثروبيك باتباع “قاعدة الذهب للتعليمات الواضحة”، مشددة على أن التواصل الفعّال هو الأساس.
نصحت أنثروبك بعرض التعليمات على الزملاء الذين ليس لديهم خبرة في المهمة، فإذا شعر الطرف الآخر بالارتباك، فقد تشعر الذكاء الاصطناعي أيضًا بالقلق. التفاعل مع الذكاء الاصطناعي يتطلب الصبر والتكيف، وإذا لم نحصل على النتائج المتوقعة من المحادثة الأولى، يمكن توضيح الاحتياجات بشكل مناسب. وأشارت خبيرة التعليمات في أنثروبك، ماجي فو، إلى أن التفاعل مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد المستخدمين على تحسين تواصلهم معه، مما يجعله أكثر فاعلية دون الحاجة لتذكر نماذج التعليمات.



