كشف إيلون ماسك مؤخرًا أن تسلا قد أبرمت اتفاقيات لتوريد رقائق تصل قيمتها إلى 165 مليار دولار مع سامسونغ، وهو أكبر عقد من نوعه في تاريخ سامسونغ مع عميل واحد، وسيستمر الاتفاق حتى عام 2033.
تتمحور هذه الشراكة حول استثمار شركة سامسونج 40 مليار دولار في بناء مصنع مخصص لإنتاج الشريحة AI6 من الجيل القادم لتسلا في مدينة تايلور بولاية تكساس. ستحصل هذه المنشأة على تمويل بقيمة 4.75 مليار دولار من قانون التكنولوجيا والرقائق، بالإضافة إلى إعفاءات ضريبية تصل إلى 9 مليارات دولار. كما أشار إيلون ماسك إلى أن شركة سامسونج تقوم حاليًا بإنتاج شريحة AI4، بينما تتولى شركة TSMC تصميم شريحة AI5 التي تم الانتهاء من تصميمها مؤخرًا، حيث ستبدأ عملية الإنتاج في تايوان قبل أن تنتقل إلى ولاية أريزونا.
بالنسبة لشركة سامسونغ، فإن هذا العقد يحمل دلالات عميقة، حيث تعاني الشركة منذ فترة طويلة من خسائر في قطاع التصنيع، وقد سجّلت في النصف الأول من هذا العام خسائر تجاوزت 3.63 مليار دولار. يشير المحللون إلى أن مصنع سامسونغ في تكساس كان سابقًا لا يوجد تقريباً أي عملاء، ومن الممكن أن يصبح التعاون مع تسلا نقطة تحول في أعمالها. وقد تأخرت سامسونغ حتى في إدخال معدات تصنيع الرقائق من ASML بسبب نقص في العملاء الرئيسيين، مما أدى إلى تأخير خطط تشغيل المصنع إلى عام 2026.
أكد إيلون ماسك أن سامسونج قد وافقت على السماح لتسلا بالمساعدة في تحسين كفاءة الإنتاج، والتزم شخصياً بفحص خطوط الإنتاج لتسريع العملية. وأشار إلى أن المصنع الجديد تقع بشكل مريح بالقرب من منزلي، وذكر أن مبلغ العقد الذي يبلغ 16.5 مليار دولار هو فقط أقل رقم، في حين أن الإنتاج الفعلي قد يكون أعلى بعدة مرات، وستظل التفاصيل المحددة للعقد سرية حتى عام 2033 لحماية الأسرار التجارية.
ستصبح شريحة AI6 مكونًا رئيسيًا في مجموعة أجهزة القيادة المستقبلية لتيسلا، حيث تدعم نظام القيادة الذاتية الكامل، والروبوت البشري Optimus، ومركز البيانات عالي الأداء لتدريب الذكاء الاصطناعي. منذ عام 2019، قامت تيسلا بالتحول من منصة Nvidia Drive إلى رقائق تصنعها بنفسها، و تتميز شريحة AI4 بتصميم مكرر، حيث تشتمل على نظامين متكررين على لوحة دائرية واحدة.
عندما انفجرت الأنباء، ارتفعت أسعار أسهم Samsung بأكثر من 6.8%، مسجلة أعلى مستوى لها منذ سبتمبر الماضي، بينما شهد سعر سهم المورد Soulbrain ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 16%. تُظهر هذه الاتفاقية أن هيكل إمدادات الرقائق العالمية يتغير، حيث تبذل الولايات المتحدة جهوداً لتقليل الاعتماد على تايوان والصين، وتعزيز الاستثمار في إنتاج أشباه الموصلات محلياً. بالنسبة للمستهلكين، من المتوقع أن يُسرّع هذا التعاون إطلاق سيارات Tesla الذكية، التي تحتوي على ميزات الذكاء الاصطناعي، والمزودة بقدرات حوسبة قوية وقدرات ذاتية أعلى.
تتوقع التحليلات أن يتم بدء تركيب المعدات في النصف الأول من العام المقبل، ومن المرتقب أن تجرى اختبارات الإنتاج وتقييم تسلا في النصف الثاني من عام 2027، بينما من المتوقع أن تبدأ عمليات الإنتاج الضخم في عام 2028. وقد أرسلت سامسونج بالفعل موظفين من قسم أشباه الموصلات إلى مصنع تايلور، حيث طلبت تسلا أن تصل نسبة نجاح الإنتاج إلى 60% إلى 70%، وتعمل سامسونج على تعديل خططها لتحقيق هذا الهدف.



