أطلقت OpenAI مؤخرًا نموذجًا مفتوح المصدر يُدعى GPT-OSS، وهو أول نموذج يُعتمد على أوزان عامة منذ إصدار GPT-2 في عام 2019. يقدم GPT-OSS نسختين، تشملان gpt-oss-120b الذي يحتوي على 120 مليار معلمة و gpt-oss-20b الذي يحتوي على 20 مليار معلمة. يمكن تشغيل النسخة الأكبر على وحدة معالجة الرسوميات Nvidia واحدة، ويقدم أداءً يعادل نموذج o4-mini الحالي، بينما النسخة الأصغر يمكن تشغيلها على جهاز يحتوي فقط على 16 جيجابايت من الذاكرة، وأداؤها يتماشى مع نموذج o3-mini. كلا النسختين متاحتان بموجب ترخيص Apache 2.0، مما يسمح بالاستخدام التجاري ويمكن تحميلها مجانًا على منصات مثل Hugging Face.
اعترف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأن الشركة لم تتخذ الموقف الصحيح في تاريخ النماذج المفتوحة المصدر، خاصة بعد أن أطلقت شركة DeepSeek الناشئة من الصين هذا العام نماذج مفتوحة المصدر ذات تكلفة فعالة. وأشار ألتمان إلى أن الأمل في الابتكار في النموذج المفتوح المصدر يمكن أن يتوسع في الولايات المتحدة، مؤكداً أن هذه النماذج هي مبني على قيم الديمقراطية، متاح مجانًا للاستخدام من قبل الجمهور.. واعتبر المؤسس المشارك غريغ بروكمان أن هذا الإصدار يعتبر إضافة للخدمات المدفوعة الحالية، بدلاً من أن يكون منافساً.
يستفيد نموذج GPT-OSS من طريقة التفكير التسلسلي التي طرحتها OpenAI في نموذج o1 في خريف العام الماضي، من خلال الإجابة على الاستفسارات عبر خطوات متعددة. ورغم أن هذه النماذج النصية لا تُعتبر متعددة الوسائط، إلا أنها تتمتع بقدرات تصفح الويب واستدعاء نماذج سحابية للمساعدة في تنفيذ المهام، وتنفيذ الأكواد، بالإضافة إلى عملها كعميل ذكاء اصطناعي للتحكم في البرمجيات. وعلى عكس ChatGPT، يمكن لنموذج GPT-OSS العمل بشكل مستقل في بيئات بدون اتصال بالإنترنت وخلف جدران الحماية.
مُقارنةً بالسماح للعموم بالوصول إلى نموذج ذو وزن عام، فقد تم تخفيض العتبة لتجربة هذا النموذج، مما جعل من الممكن لأي شخص محاولة تعديل النموذج لأغراض غير سليمة. ولهذا السبب، أجرت OpenAI من خلال فريقها تاريخيًا اختبارات أمان هي الأكثر صرامة. يشير الباحث الأمني إريك والاس إلى أن الفريق قام بمراجعات دقيقة لاختبارات النموذج في مجالات المخاطر، وقام بتقييم عميق للمخاطر المحتملة. وفقًا لإطار التقييم الذي أعدته OpenAI، لم يصل هذا النموذج ذو الوزن العام إلى مستوى خطر مرتفع، وسيظهر النموذج عملية سلسلة الأفكار مما يتيح للمستخدمين مراقبة سلوك النموذج وتصحيح أي معلومات مضللة أو استخدام غير مناسب.
ذكر الباحث كريس كوك أن أداء gpt-oss-120b يعادل أداء نماذج OpenAI o3 و o4-mini، بل قد يتفوق عليها في بعض التقييمات. كما أن هذا الإصدار يمثل تحدياً للقائد الحالي في نظام المصادر المفتوحة، ميتا. فمنذ إطلاق النموذج الأول من سلسلة Llama في عام 2023، لا يزال النموذج الأحدث، Llama 4، يُعتبر منتجاً رئيسياً في السوق، وقد ألمح مارك زوكربيرغ سابقاً إلى أن النماذج المستقبلية قد تفكر في التخلي عن استراتيجية المصادر المفتوحة لأسباب تتعلق بالأمان.
تأتي هذه الإصدارة في سياق تفاقم المنافسة على المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي بين شركات التكنولوجيا مثل OpenAI وMeta. في عام 2025، سيواجه الباحثون في الذكاء الاصطناعي ذوي الطلب العالي عروضًا وظيفية مغرية. قد يجلب الإصدار الجديد من OpenAI منافسة حادة لـMeta، بينما سيعتمد تأثيره الفعلي على مدى تقبل المطورين لنموذج GPT-OSS. في الوقت نفسه، تركز Meta على تطوير ذكاء خارق يتجاوز الإدراك البشري، وقد أنشأت مختبرًا داخليًا بقيادة ألكسندر وانج، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale.
تُعَد هذه الإصدارة علامة فارقة في تغيير جذري لمشهد تنافس صناعة الذكاء الاصطناعي. ومع تصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تحاكي المزيد من شركات التكنولوجيا الأمريكية نموذج OpenAI، فتطلق نماذج مفتوحة المصدر لمواجهة منافسيها الصينيين. في الأشهر المقبلة، ربما نشهد عمالقة التكنولوجيا مثل Google وMicrosoft يسرعون من خططهم لإطلاق نماذج مفتوحة المصدر، بينما ستكون المنافسة في معايير الأمان والأداء أكثر حدة.
