في الآونة الأخيرة، كانت عروض أزياء مجموعة لوي فيتون لخريف وشتاء 2025 والتي أقيمت في باريس حدثًا يُعد بمثابة مهرجان في عالم الموضة. عاد الثنائي الأيقوني، فاريل ونيغو، ليشكلا مجددًا مركز الضوء لهذه الليلة، لا سيما بتعاونهما المثير. ولعل ما يستحق الذكر أنه خلال البث المباشر للعرض على إنستغرام، كانت التعليقات التي ظهرت على الشاشة تذكر اسم جي-هوب بمعدل مفاجئ، مما أثار دهشة الجميع.
ليس فقط لأنه ظهر في الصف الأمامي لعرض الأزياء، بل إن الأغنية الجديدة "حقيبة LV" التي تعاون فيها جي-هوب مع دون توليفر كموسيقى ختامية رسمية للعرض، هي محور الاهتمام الحقيقي. عشاق الكي-بوب أظهروا ردود فعل قوية للغاية على إطلاق أغنية "حقيبة LV" بشكل مفاجئ، وليس فقط على إنستغرام، فعلى يوتيوب أيضاً، تجاوزت تعليقات البث المباشر الألف تعليق، ما جذب انتباهاً لا يُستهان به. في المقابل، كان عدد التعليقات على عرض أزياء لويس فويتون في ربيع العام الماضي أقل من 700 تعليق. أما على تيك توك، فقد حصدت مقاطع فيديو عن "حقيبة LV" عشرات ومئات الآلاف من الإعجابات، مما أضاف تعرضاً هائلاً للعرض الكبير.
في عصرنا هذا، سواء كانت لويس فويتون أو أي علامة تجارية أخرى، أصبح من الشائع أكثر فأكثر استخدام الموسيقى والعروض الحية في عروض الأزياء. لقد باتت الموسيقى تمثل حلقة أساسية في نقل محتوى عروض الأزياء. من خلال النظر إلى العديد من عروض الأزياء في السنوات الأخيرة، يمكننا أن نرى بوضوح أن الموسيقى قد أخذت مكانتها كعنصر لا غنى عنه.
كمنتج موسيقي، يبدو أن فاريل يتقن فن استخدام الموسيقى غير المنشورة لجذب الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى "حقيبة LV"، فاجأت فرقة الكي-بوب SEVENTEEN الجمهور بأغنيتها الجديدة "Bad Influence" خلال عرض الأزياء. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد كشفت عروض LV السابقة أيضًا عن أعمال غير منشورة لفرقة Clipse، بينما قدمت عروض خريف وشتاء 2024 أغنية غير منشورة لمايلي سايرس. هذه الاستراتيجية المرحة والمتجددة كانت دومًا سرّ الجاذبية التي تتمتع بها عروض أزياء LV على منصات التواصل الاجتماعي. ومنذ عرض أزياء ربيع وصيف 2018 الخاص بكيم جونز لدى LV، شهد العالم إطلاق أغنية "Signs" الجديدة لدريك بشكل مفاجئ.
عندما نتحدث عن تلاقي الأناقة والموسيقى، لا يمكننا أن نغفل عن Ye الذي كشف عن أغنيته الجديدة "Wolves" لأول مرة في عرض أزياء Yeezy الموسم الأول في أسبوع نيويورك للأزياء عام 2015، وهي بلا شك تُعد مثالاً كلاسيكياً. بالإضافة إلى ذلك، قدمت Lady Gaga أول عرض لأغنية "Government Hooker" في عرض أزياء Mugler لخريف وشتاء 2011، فيما أبهرت FKA Twigs الجمهور بأغنيتها الجديدة "Unearth Her" خلال عرض Valentino لربيع وصيف 2024. وفي العام الماضي، خلال عرض Chanel لربيع وصيف 2024 الخاص بالأزياء الراقية، أنتج Kendrick Lamar فيلماً قصيراً أثري بموسيقاه غير المصدرة بعد، مما أثار اهتمام الجماهير على نطاق واسع.
ليس عرض الأزياء مجرد منصة يعرض فيها المصممون إبداعاتهم، بل هو أيضًا تعبير عن عاطفة وذوق العلامة التجارية. في هذا العرض، تلعب الموسيقى دورًا حاسمًا في خلق جو عاطفي، حيث تصبح الأعمال غير المنشورة لكبار الموسيقيين جسرًا يتخطى حدود الجماهير. بهذا، تستثمر العلامات التجارية شغف المعجبين لتوسيع نفوذها، مما يجعل محتوى عرض الأزياء يصل إلى مسرح أوسع بكثير.
بالإضافة إلى ذلك، تتزايد استخدامات العلامات التجارية للعروض الموسيقية الحية، حيث باتت تقديمها يشبه إلى حد كبير الحفلات الموسيقية، مما يجعلها تنتشر كالفيروس على منصات التواصل الاجتماعي. هذا الاتجاه يزيد من طمس الخطوط بين الموسيقى والموضة. على سبيل المثال، لا يمكن نسيان مظهر Kendrick Lamar وهو يرتدي تاج الشوك ويؤدي عدة أغنيات خلال عرض أزياء لويس فويتون لربيع وصيف 2023 للرجال؛ أما الأداء المذهل لـ Beyoncé في Vogue World 2024 فكان بمثابة عرض لا يُنسى. هذه المزج بين الموسيقى والأزياء يخلق تجارب فريدة تُخلد في الذاكرة، وتُشكل نقطة تحول في الطريقة التي نستقبل بها هذين الفنين.
عندما نتحدث عن عرض أزياء Victoria’s Secret، لا يمكننا أن نغفل عن ذكر العروض الموسيقية التي تصاحبه. في الماضي، كانت أداءات نجوم الموسيقى السوبر ستارز مثل تايلور سويفت وبرونو مارس قد أصبحت كلاسيكية، ومؤخرًا، أثار العرض الموسيقي الذي قدمته تايلا وليزا ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
بالنسبة للعلامات التجارية، لا تقتصر أهمية العروض الحية للموسيقيين على خلق بيئة أكثر غمراً فحسب، بل تضيف أيضًا عمقًا إلى رواية العلامة التجارية، مما يثير تجربة البصر والسمع لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. هذا يمكّن العلامة التجارية من تجاوز حدود الموضة الضيقة، جاذبةً بذلك اهتمام مختلف المستخدمين بميولهم المتنوعة، مما يقود إلى مناقشات حية ويدفع بموضوعات العلامة التجارية نحو انتشار أوسع نطاقًا.
بالإضافة إلى ذلك، يزداد عدد العلامات التجارية التي تدعو الدي جي أو المنتجين لإعداد قوائم أغاني خاصة بعروض الأزياء، وعلى الرغم من أن تأثيرها قد لا يرقى إلى تأثير نجوم الفن، إلا أن نشر هذه القوائم الموسيقية على منصات البث الإعلامي يُعد وسيلة فعّالة لتعزيز صورة العلامة التجارية.
كونه المخطط الموسيقي لألكسندر ماكوين، قام جون جوسلينج على مدار العشرين عامًا الماضية بتزويد عروض الأزياء بالموسيقى التصويرية، مبتكرًا قوائم تشغيل موسيقية تحفظ للعلامة التجارية روائعها الموسيقية عبر السنين. من ناحية أخرى، يسعى برنامج "صوت شانيل" التابع لشانيل إلى إعادة إحياء الألحان الرائعة التي تتردد في عروض كل موسم.
الموسيقى، بواقعيتها اللحظية وقدرتها على الربط الثقافي، تعيد تعريف طرق تواصل عروض الأزياء، حيث لم تعد الموسيقى مجرد دور ثانوي، بل أصبحت القوة الدافعة الرئيسية التي تخطف الأضواء. سواء كانت تُشعل حماس الجماهير أو تزود منصات الفيديو القصيرة بالمحتوى المطلوب، أصبحت الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من سرد العلامات التجارية لقصصها، ومع تزايد الطلب المستمر من وسائل التواصل الاجتماعي، ستواصل الموسيقى لعب دور محوري في جذب الأنظار نحو العلامات التجارية.

